أصل عظيم
مسائل التكفير والتبديع من المسائل الشائكة التي تحتاج إلى نظر وتأمل في حال المعين.وهناك شروط لابد من توفرها، وموانع لابد من انتفائها، إلى أشياء كثيرة جدا يطول ذكرها.
ولكن هناك من جرد لسانه وقلمه، وأطلق لهما العنان في الناس تكفيرا وتبديعا وتفسيقا، وكأنه قد تعبد بذلك! فإلى أولئك وغيرهم هذا الأصل العظيم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فإذا رأيت إماما قد غلظ على قائل مقالته أو كفره فيها، فلا يعتبر هذا حكما عاما في كل من قالها، إلا إذا حصل فيه الشرط الذي يستحق به التغليظ عليه، والتكفير له،
فإن من جحد شيئا من الشرائع الظاهرة، وكان حديث العهد بالإسلام أو ناشئا ببلد جهل، لا يكفر حتى تبلغه الحجة النبوية.
وكذلك العكس إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتفرت،لعدم بلوغ الحجة له،
ولا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتفر للأول،
فلهذا يبدع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك، ولا تبدع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم،
فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع).
الفتاوى لابن تيمية (6/61).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق