حقيقة المتدين:
(أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم أفلا تعقلون)
المتديِّن إنما يتديَّن على طبيعته وخُلُقه، يتديَّن على مزاجه النفسيّ وإرثه من التجارب السيئة، ثم هو لا ينفكُّ عن تأثير النشأة ووطأةِ الإلْف والعادة، وغلبة روح العصر.
فإذا رأيتَ متديّناً يأتي ليس من الدِّين الحقِّ فحذار أن تحمِّل الدين جريرة هذه النفوس، لأن المتديِّن إنما يتدِّين على طبيعته وخُلُقِهِ ومزاجِهِ النفسيِّ...
(وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ)
والناظر في معترك الحياة يجد أخطاءاً كثيرة تصدر من المتدينين تترك آثارا سلبية مِن حولهم، من غش وخداع وكذب ونفاق، وكلام فاحش ورياء وغرور، وعير ذلك، فلا تُلقِي اللومَ على الدين وعلى الشريعة، لأن الدين لم يأمر بذا ولا ذاك ولا ذلك، ومن يُلقي اللوم على الدين بسبب أفعال وأعمال المتدينين الخاطئة فهو أحمق ومغفل وجاهل أو متجاهل، لأن قراءة سريعة في تعاليم الدين تُظهِرُ أن المتدين هو الخاطئ ، وأن الدين هو تعاليم وأنظمة وتشريع سوي جاء لمصلحة العباد في الدنيا والآخرة، ومَن يُخطئ في تَعَلُّمِه أو تعليمه أو تطبيقه أو تفسيره هو المذنب ولا علاقة للدين بذلك.
وفي أمثال هؤلاء يقول الله تبارك وتعالى:
(وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ)
(وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)
مما سبق يتضح لنا أن هناك كثيرا من الناس وقعوا في لوم الدين وتركوا لوم القائمين عليه أو المنتسبين إليه.
قال الإمام علي بن أبي طالب :
لا خير في ود امرئٍ متملقٍ**حلو اللسانِ وقلبهُ يتلهبُ
يلقاك يحلف أنهُ بكَ واثقٌ**واذا توارى منك فهو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةٍ**ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
يلقاك يحلف أنهُ بكَ واثقٌ**واذا توارى منك فهو العقربُ
يعطيك من طرف اللسان حلاوةٍ**ويروغ منك كما يروغ الثعلبُ
فكم بين المتدينين من فيه أخلاق كهذه الأخلاق التي تُظهر بشاعة سلوكه وشناعة أعماله وصفاقة أفعاله.
نسأل الله أن يعيذنا أن نكون منهم ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق