الجمعة، 29 نوفمبر 2013

دعاء خاشع وابتهال عذب:
لا بد للمسلم من وقفة ذليلة بين يدي ربه يدعوه، ولا بد للمؤمن ِ من وقت يناجي ربه ويبتهل إليه، إذ أن الابتهال والدعاء كوقود يُعين على مصاعب الحياة، وجندي مساند للمسلم في مواجهة المصائب.
ولأن الدعاء صلة بين العبد وربه، فهو تذكرة للعبد بأن يبقى على شرع الله سائر، ولأمر الله فاعل، ولنهي الله نافر، ولما يصيبه صابر وصابر.
وهذا دعاء خاشع وابتهال عذب مُفيد إن شاء الله ، والله أعلم:
 اللهم أفضلتَ فعممْ إفضالك، وأنعمتَ فتممْ نوالك، وغفرتَ الذنوب فتكامل إحسانك، وسترتَ العيوبَ فتواصلَ غفرانَك.
اللهم لكَ الحمد على عقلٍ ثقفتَه، ولك الحمدُ على فهمٍ وفقتَه، ولك الحمدُ على توفيقٍ هديتَه، جلَّ جلالُك وتعالى، وانْهلَّ جُودُك و توالى، وجرى رزقك حلالا، وتعاليتَ في دنوك، وتقربتَ في علوك، فلا يُدركُكَ وهمٌ، ولا يُحيط بك فهمٌ.
وتنزهتَ في أحديتِكَ عن بداية، وتعاظمتَ في إلهيتِك عن نهاية.
أنتَ الواحدُ لا مِن عدد، والباقي بعد الأبد، لك خضعَ مَن ركعَ،كما ذلَّ لك مَن سجدَ(قل هو الله أحد* الله الصمد *لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد).
اللهمَّ ؛كيف يُحِيْطُ بكَ علمٌ خلقتَه، أم كيفَ يُدرِكُكَ بصرٌ أنتَ شققتَه، أم كيفَ يدنو منكَ فكرٌ أنتَ وفقتَه، أم كيف يَشكُرُكَ لسانٌ أنتَ أنطقتَهُ.
إذا تلمحت البصائر عادت بنور سلطانِكَ كليلة، وإذا تجمعت عظائم الجرائم  كانت في جنبِ غفرانِكَ قليلة.
سبقتَ السبق فأنت الأول،وخلقتَ الخلق فعليك المُعَوَّل،وعُدتَ إذ جُدْتَ  يا خيرَ مَن تطوَّل.
عجباً لقلوبٍ كيف أحبَتْ سواك، ولأرواح كيف شكَرَت مَن لا يقدر على شيء لولاك، ولنفوس عَشِقَت عداك، ولأكفٍ جَمَعَتْ وبُسِطَت لأحد إلاك.
كيف يُناجيك في الصلوات مَن يعصيك في الخلوات،أم كيف يدعوك للمهمات مَن ينساك للشهوات.
إلهي كيف سكتتِ الألسن بالليل وقد قُلتَ هل مِن سائل، وكيف كَفَّتِ الأكف وسبيل الجود سائل، وكيف سها عن خطابِك مَن لا تعظه الوسائل، وكيف يبيعُ ما يبقى بما يفنى وإنما هي أيام قلائل.
يا روح القلوب أين طلابك، يا رب الأرباب أين أحبابك، يا نور السموات والأرض أين قُصادك،يا مسبب الأسباب أين عبادك؟
مَن الذي عاملَك بِلُبِّهِ فلم يربح؟ ومَن الذي جاءك بِكَرْبِهِ فلم يفرح؟
أيُّ صَدْرٍ صدرَ عن بابِك الكريم فلم يُشْرَح؟
مَن ذا الذي لاذَ بجنابِك العلي فاشتهى أن يَبرَح؟
واهاً لقلوبٍ مالتْ إلى غيرِك الذي أرادت منك، ولنفوسٍ تحب الراحة هلا طلبَتْ منك واستفادتْ، ولعزائمَ سعَتْ إلى مرضاتِك مَن ذا الذي ردَّها فعادَتْ.
سَبَقَتْ أقدارُكَ فبَطَلَت الحيل، وجرى مِقدَارُكَ فلم يَنفعِ العمل،وتَقَدَمَتْ محبتك قبل خلقِهم في الأزل،وغَضِبْتَ على قومٍ فلم ينفع مطيعَهم ما فعل.
 فلا حول مِن عصيانِك إلا بإرادتِك، ولا قوةَ على طاعَتِكَ إلا بإعانَتِكَ، ولا منجا منك إلا إليك، ولا خيرَ يُرجَى إلا في يديك.
يا مَن بيد القلوب أصلحْ قلوبَنا، ويا مَن قَلَّتْ في حلمِهِ الذنوب اغفرْ ذنوبَنا، ويا مُصْلِحِ الأسرار صفِّ أسرارَنا ، ويا مُزيحَ الأكدارِ عَفِّ أكدارَنَا.
قد أتيناكَ طالبين، فلا تردنا خائبين، وجئناكَ تائبين فاجعلنا برضاكَ آمِنين، وحضرنا ببابكَ سائلين فلا تجعلنا إلى غيرك مائلين.
اللهم أصلحْ كل قلبٍ منا قسى فعسى أن يلين، واسْلُكْ بنا منهاج المتقين، وألبسنا خُلَعَ الإيمان واليقين، وحَصِنَّا  بدروع الصدق فإنهن يقين،ولا تجعلنا ممَن يُعاهِد على التوبة فيَكَذِب ويميل، وانقلنا مِن أهل الشمال إلى أهل اليمين، يا أرحم الراحمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين.

الخميس، 28 نوفمبر 2013

ذكر شيئين وعود الضمير على أحدهما دون الآخر


ذكر شيئين وعود الضمير على أحدهما دون الآخر:
لا شيء يضاهي قراءة القرآن الكريم بتدبر عقل وتأمل فكر وخشوع قلب وإلقاء السمع والبصر.
إن قراءةً مثلَ هذه؛ تنير القلب بأنوار ضافية على الروح فتنعشها، وعلى العقل فتزيده علماً ومعرفة، وعلى النفس فتزكيها وتطهرها، وعلى الفكر فتحثه على التفكر والتدبر وإعمال العقل في ملكوت الله في السماء وما فيها وفي الأرض وما عليها وداخلها، وفي النفس والإنسان وما فيه.
إن المسلمين مقصرون جدا في تعاملهم مع القرآن الكريم، الآباء مع أولادهم، والمعلمين مع تلاميذهم، وأساتذة الجامعات مع طلابهم، ووزارات التربية والتعليم في مناهجهم، مقصرون  تقصيراً كبيرا، سواء في التعليم والتدريس أو التربية والتهذيب أو التشجيع عليه- وهذا أقل القليل-.
حتى يصلح المجتمع وتَقِلَّ الجرائم لا بد من التربية على القرآن الكريم والسنة النبوية.
حتى نزيل الفساد والإفساد لا بد من التنشئة على القرآن الكريم والسنة النبوية.
وأرى هذا قليل جدا في مجتمعاتنا ونحن مسلمون منتمون للدين الإسلامي، فما أحرانا أن نهتم بالقرآن الكريم وتحفيظه وتعليمه ونشره وتطبيقه، فلن نُعَزُّ بغيره، ومهما طلبنا العزة ونحن تاركون له فلن حصل عليها.
عند قراءتنا القرآن الكريم فإنا سنجد أمراً  ملفتاً للانتباه، وهو:
أن القرآن يذكر شيئين ويعود الضمير على أحدهما، والغالب يعود على الشيء الثاني لقربه،
كما في قوله تعالى( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين)
فقد أعاد الضمير (ها) في (إنها)  للصلاة ، لأنها الأقرب للضمير، ولعظم شأنها.
وكما في قوله تعالى (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نوراً وقدَّره منازل..) .
أي : وقدَّرهما.
فقد أعاد الضمير على القمر، لقربه، ولأنه به يُعلَمُ الشهور والحساب القمرية عند العرب.
وكما في قوله عز وجل( والله ورسوله أحق أن يرضوه..) أي: يرضوهما.
فقد خُصَّ الرسول بالضمير العائد لأنه و داعي العباد إلى الله تعالى، والمُخاطِب له، ولأنه هو المبلغ لكلام الله وشرعه وأوامره، ولأنه لا تفاوت بين رضا الله ورضا رسوله، إذ رضا الرسول مُندَرِج تحت رضا الله، ورضاؤهما واحد، لقوله تعالى( مَن يطع الرسول فقد أطاع الله..).
ولم يأت الضمير في القرآن الكريم عائداً على الشيء الأول إلا في قوله تعالى ( وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها...).
والأصل:إليهما، إذ الأصل في الضمير أن يعود على أقرب مذكور بين شيئين سبقا الضمير، وأقرب مذكور هنا في الآية( اللهو)، لكن الآية خُصَّت بالضمير العائد إلى (التجارة):
-لأن التجارة كانت سبب الإعراض عن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو يخطب يوم الجمعة.
-ولأن التجارة تجذب قلوب العباد عن طاعة الله، والمشتغلون بالتجارة يكثرون من اللهو، ولأن الصلاة أكثر نفعاً من اللهو، فعاد الضمير على التجارة وخصصها تنبيها لنا لكل ما سبق.
 وفي قوله تعالى ( والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها...)
فقد قال(ينفقونها) وهما شيئان :الذهب والفضة، لأن ذهب إلى المعنى دون اللفظ، إذ كل واحد منما يساوي عدد كثير من الدنانير والدراهم والنقود، فهو مثل قوله تعالى:(وإن طائفتان من المؤمين اقتتلوا ..)
 ضمير مثنى عائد للمفرد:
في قوله تعالى ( نسيا حوتهما) أمر ملفت للانتباه حقاً، فإن الناسي هو فتى موسى بدليل قوله (فإني نسيت الحوت)، لكن أُضيف النسيان لموسى وفتاه، وذلك:
لأن النسيان  بمعنى التَرك، فسيدنا موسى ترك التفد والمتابعة، وأما فتاه فقد ذَهِلَ عن ذلك، فجاءت الآية الكريمة ونسبت النسيان لكليهما.
وفي قول جلَّ وعزَّ ( إنْ يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما)
ثنى الضمير في (أولى بهما) وكان حقه أن يُفرِدَه كأن يقول(أولى به) لقوله (إن يكن غتنيا أو فقيرا) في معنى إن يكن أحد هذين النوعين.
 لكن البيان القرآني جاء بالتثنية (أولى بهما) ذلك لأن الضمير رجع إلى ما دلَّ عليه قوله (إنْ يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما) لا إلى المذكور، كأنه قال: فالله أولى بجنس الغني والفقير أي  الله أولى بالأغنياء والفقراء،وذلك ليؤكد على شمولية ولاية الله لكل الناس بلا استثناء.
 مما جاء في القرآن من الإفراد فيما ظاهره التثنية:
قوله عز وجل (وجعلناها وابنها آية للعالمين)
انتبهوا، قال: (آية) ولم يقل (آيتين)، والسر في ذلك:
أن شأن مريم وابنها شأن واحد في أنهما آية ودلالة على قدرة الله وعظمته ورحمته.
ولو قال(آيتين) لكان صوابا، لأنها ولدت عيسى من غير أب، وتكلم يسى في المهد.
وقد يكون سر الإفراد في (الآية) في أنَّ ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام دون أب وكلامه في المهد إنما هو معجزة خاصة به دون غيره، فهو بما حدث له يصح أن يكون علامة أو آية، فأفردت (الآية) ولم تثنى (آيتين).
والعجيبة فيها أن تلدَ بدون ذكورة ، والعجيبة فيه أن يُولَد بلا أب ، فكلاهما آية لله ومعجزة .
والآية هي الأمر العجيب الذي يُثبت لنا طلاقة قدرة الخالق في الخَلْق ، وحتى لا يظن البعض أن مسألة الخَلْق مسألة ( ميكانيكية ) من أب وأم ، لذلك كان وجه العجب في خَلْق عيسى أن يخرج عن هذه القاعدة ليجعله الله دليلاً على قدرته تعالى ، فإنْ أراد أنْ يخلق خلق من العدم ، أو من أب فقط ، أو من أم فقط ، وحتى في اكتمال العنصرين يوجد الأب والأم ، لكن لا يوجد الإنجاب ، إذن : المسألة إرادة لله عز وجل ، وطلاقة لقدرة إلهية لا حدودَ لها .
وجعله آية للناس دليلٌ على مزيد التشريف .
 أما السيدة مريم فآياتها كثيرة :
إحداها : ظهور الحبل فيها لا من ذكر ، وذلك معجزة خارجة عن العادة .
وثانيها : أنَّ رزقها كان يأتيها به الملائكة من الجنة لقول زكريا : ( أَنَّى لَكِ هَ اذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ).
وثالثها ورابعها : قال الحسن : أنها لم تلتقم ثدياً قط ، وتكلمت هي أيضاً في صباها كما تكلم عيسى .
وأما آيات سيدنا عيسى - عليه الصلاة والسلام – فمعروفة.
 فإن قيل : هلا قيل آيتين كما قال : ( وَجَعَلْنَا الْلَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ )ليطابق المفعول ؟
فالجواب :أنَّ كلاًّ منهما آية بالآخر فصارا آية واحدة ، لأنّ حالهما بمجموعهما آية واحدة ، وهي ولادتها إياه من غير فحل . أو تقول : حذف من الأول لدلالة الثاني ، أو بالعكس أي : وجعلنا ابن مريم آية وأمه كذلك.
 ومن ذلك قوله تعالى (فأتيا فرعون فقولا إنا رسول رب العالمين) :
جاء التعبير بـ(الإفراد) في [رسول] وظاهر السياق (التثنية) [ رسولا] لأن المرسل إلى فرعون كان موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام.
قد يكون ذلك لأن لفظ الرسول اسم للماهية واحد أو أكثر، فيستوي فيه الواحد والاثنان.
ولاتفاقهما في شريعة واحدة، واتحادهما بسبب الأخوة والرسالة، كأنهما رسول واحد.
فجاء لفظ الإفراد (رسول) لهما دون التثنية(رسولا) وعومل المفرد معاملة المثنى للتأكيد على وحدة الرسالة والشريعة والهدف من الرسالة التي ابتعثهما الله.
وتأمل قوله سبحانه (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان)
قال (يخرج) لم يقل(يخرجان).
ذلك لأنه لما التقيا وصارا كالشيء الواحد جاز أن يقال يخرج منهما.
ومثل ذلك قوله جل وعلا:
(قالا ربنا ظلمنا أنفسنا) ثم قال( فتاب عليه) رجع الكلام إلى آدم بالرحمة والقبول دون حواء.
ذلك لأن حواء كانت تبعا لآدم  عليهما الصلاة والسلام، فجاء الكلام لآدم والمعنى لهما معا.
ومثله قوله سبحانه ( قد أجيبت دعوتكما) بالمثنى.
 والداعي كان (موسى) فجاء اللفظ  بـ(التثنية) في (دعوتكما)
 وحقه أن يكون (مفردا) مثل(أجيبت دعوتك).
والسبب أن موسى كان يدعو وهارون كان يُؤَمِّن، أو كان يدعوان معاً، وموسى هو المبعوث بالرسالة، فجاء الجواب لهما معاً، تطميناً لهما وحثَّاً على مواصة الدعوة والتبليغ.
والله أعلم.
إن القرآن الكريم فيه كثير من الفوائد المتنوعة واللطائف المختلفة، والمعاني الغزيرة، لا يعرفها إلا من قرأ القرآن بتدبر وتأمل وتفكر، وألقى سمعه عند سماعه للقرآن فأنصت، وفَكَّرَ بما يسمع.
فمثل هذا يكون أشد نفعاً بالقرآن الكريم مِن غيره.
 وجدير بالمسلم الصادق والمؤمن المخلص أن يتبنه لآيات القرآن ويتعلمها ويفهمها ويطبقها، ويربي أولاده عليها، وينشرها بين معارفه، فذاك نافع له في الآخرة، فإن الدنيا أيام معدودات ثم يموت الإنسان ولا ينفعه إلا عمله.
والقرآن الكريم هو النجاة للمسلمين مما يحيق بهم، وهو الملاذ النافع لهم في حياتهم، وهو النصوح الصادق المخلص في معيشتهم وقوانينهم. 
ولكَمْ تأمل عالمٌ في آيهِ *** وكم استقى من نبعه الرقراقِ
واستنبط الأحكام من تشريعه *** بتفكرٍ وبنظرة الإطراقِ
وكم اعتنى الفقهاء باستقرائه *** واستخلصوا الأحكام باستيثاقِ
سبَروه ثم تصيَّدوا صدفاتِه *** وكنوزَه من بحره الدَّفّاقِ
ولكم تأثر قارئٌ من آيةٍ *** واغرورقتْ بدموعهنَّ مآقِ
ولكم تنافس صبيةٌ في حفظه *** وكذا الكبارُ، بهمةٍ وسباقِ
ولكم تحلَّق حوله حُفَّاظه، *** أَعظمْ بها من حلقةٍ وتلاقِ
ولكم تلا طفلٌ صغيرٌ آيهُ *** ببراءةٍ من داخل الأعماقِ
ولكم تغنَّى قارئٌ مترنِّماً **** بالذكر بالصوت النديِّ الراقي
ولكم تمتَّعت النحاةُ بنطقه *** ولكم تذوقه أولو الأذواقِ
وكم استقى البلغاء من كلماته ***وتخيَّروا من روعة الأعذاقِ
واستلهم الخطباءُ منه مواعظ الـ *** ـتوجيه والإرشاد والإشفاقِ
هو للخليقة منحةٌ قدسيةٌ ***وعلى الأعادي صيحة الإزهاقِ
هذا هو القرآن للثقلين منْ *** إنسٍ وجنٍّ، للقيامة باقِ
فلتلزموه وتعملوا بخصاله*** كي تسعدوا يا إخوتي ورفاقي
المصادر:
-تفسير أبي السعود 5/ 154
-البرهان في علوم القرآن 4/31  و 3/4
-الكشاف للزمخشري 2/187 و1/571
-كشف المعاني في المتشابه من المثاني لابن جماعة  ص 241
- معاني القرآن للفراء 2/21
- تفسير الفخر الرازي 3/ 365 و 4/ 152 .
-تفسير اللباب في علوم الكتاب 13/588

الثلاثاء، 26 نوفمبر 2013

جمع الكلمة بصور متعددة في القرآن الكريم


جمع الكلمة بصور متعددة في القرآن الكريم:
 الذي يتلو القرآن الكريم تلاوة سطحية وقراءة سريعة غير الذي يتلو القرآن بتدبر وتفكر وتأمل.
فالأول لا يستفيد كثيرا سوى حسنات بعدد الأحرف التي يقرأها، بينما الثاني يستفيد كثيراً، فبالإضافة للحسنات التي يكسبها بعدد الأحرف التي يقرأها، يستفيد علماً جديداً، وفكراً نيِّراً، وخشوعاص في القلب، وتعظيما لله ، وازدياد إيمان، وازدياد تقرب من الله تعالى.
 الفرق بينهما شاسع وكبير، وواضح وبيِّن.
ومنذ غَفل المسلمون عن القرآن الكريم ودراسته دراسةً واعيةً مستبصرةً فاحصةً مُنَقِبَةً عن الفوائد العديدة في التشريع والأحكام والأخلاق والأنفس والأكوان، هبطوا للحضيض وأصبحوا يشحذون مِنْ عدوهم وسائل الحياة فأصبحوا عبيداً وظاهرهم أسياداً، وأصبحوا تابعين وظاهرهم مستقلين.
والأدهى والأمر أن يلجأ مسلمون للغرب الصليبي والشرق الشيوعي الذين اجتمعا على محاربة الاسلام، أن يلجأ أولئك لهؤلاء فَيَتَبَنَّوا أفكار الشيوعية الحاقدة المستبدة و بعضهم يَتَبَنَّوا العلمانية الحاسدة الملحدة، ويجعلون مِن أنفسهم رماحاً وسهاماً وسيوفاً يضربون الإسلامَ وتعاليمَه والقرآنَ وآياتِه.
وهيهات هيهات، مهما فعلوا، فالله حافظ دينه وكتابه.
والقرآن الكريم نور يضيئ في ظلمات الأفكار الظلامية من الشيوعية وأتباعها والعلمانية وخدامها، والمتفكر في آيات القرآن يزداد إيمانا على إيمان كلما قرأه بإمعان واتقان.
فمثلاً:
في القرآن جمع كلمات بصور متعددة:
مثل سنبلات وسنابل جمع سنبلة:
في سورة البقرة :  (أنبتت سبع سنابل)
في سورة يوسف: ( وسبع سنبلات خضر).
في سورة البقرة جاءت (سنابل) لبيان المضاعفة والزيادة، فناسب صيغة (جمع الكثرة).
وفي سورة يوسفجاء (سنبلات) (جمع قلة)، ليناسب اللفظ المعنى .
وهو من [باب الاتساع] ، و[وقوع أحد الجمعين موقع الآخر].
ولمَّا كان الكلام في آية البقرة في تضعيف الأجر ، ناسبها (جمع الكثرة) .
 وفي سورة يوسف ذُكِرَت في سياق الكلام في سني الجدب؛ فناسبها (التقليل)؛ فَجُمِعَتْ (جمع القلة) .
قال شهاب الدين - رحمه الله - :
اعلم أن جَمْعَي السَّلامة لا يميَّز بهما عددٌ إلا في موضعين:
أحدهما : ألا يكون لذلك المفرد جمعٌ سواه ، نحو : سبع سموات ، وسبع بقرات ، وسبع سنبلات ، وتسع آيات ، وخمس صلوات ، لأنَّ هذه الأشياء لم تجمع إلا جمع السلامة.
والثاني : أن يعدل إليه لمجاوزة غيره ، كقوله : { وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْرٍ }
 عدل من « سَنَابِلَ » إِلى « سُنْبُلاَتٍ » ؛ لأجل مجاورته « سَبْعَ بَقَرات » ، ولذلك إذا لم توجد المجاورة ، ميِّز بجمع التكسير دون جمع السلامة ، وإن كان موجوداً نحو : « سَبْعَ طَرَائِق ، وسَبْعِ لَيَالٍ » مع جواز : طريقات ، وليلات .

 وعند علماء اللغة تقع أمثلة الجمع موقع بعضها، كما في قوله سبحانه(ثلاثةَ قروء)
والقُروء جمع قُرء بضم القاف (قُرء) وفتحها (قَرء) وهو الحيض، فجاء التمييز (قُرُوء) جمع كثرةعلى وزن فُعُول دون جمع القلة وهو (أقراء) على وزن(أفعال).
فكان حق(ثلاثة) أن تضاف إلى (أقراء) أو (أقرؤ) بوزن أفْعُل، وكلاهما جمع قلة؛ لأن تمييز العدد من ثلاثة إلى عشرة يكون جمع قلة ، والعرب يتسعون في ذلك، فيستعملون كل واحد من الجمعين مكان الآخر، ولعل (القروء) كانت أكثر استعمالا من الأقرء، ففضله.

وهناك سر لطيف آخر، وهو : أن النساء تتربص وتتنظر ثلاثة أقراء، ولما أُسند التربص إلى جماعة النساء المطلقات وهن كثير، أتى بلفظ (قروء) الدال على الكثرة، فناسب انتظار النساء المطلقات وهن كثر، لفظ(قروء) الدال على جمع الكثرة.

وأيضاً فُضِّلَ جمع الكثرة هنا(قروء) لأن بناء جمع القلة شاذ، فإنه جمع قرء بفتح القاف(قَرء) وهو على وزن فَعل، وجمع فَعل صحيح العين على (أفعال) شاذ، فَجُمِع على وزن(فَعُول) الذي هو (قروء).

وها هنا سؤال:
ولم قال (يتربصن) دون غيرها من الأفعال الدالة على ذلك مثل: يمكثن،ينتظرن؟.
ولم قال(بأنفسهن) هنا، إذ في آية أخرى قال: (تربص أربعة أشهر)؟
والجواب على ذلك:
إن اختيار لفظ(التَّربص) لأمر كان خيراً أوشراً يدل على التحفز؛ لأن النساء بعد الطلاق يرين حياة أخرى جديدة، وبعد انتهاء العدة تثبت لنفسها ولغيرها، وذلك يُصاحب صورة(التربص).
وفي ذكر (الأنفس) حثّ على التربص لأن أنفس النساء تطمح إلى الرجال، وهو من باب التوكيد لما في طباعهنّ من الطموح إلى الرجال والتزويج ، فمتى أكد الكلام دل على شدة المطلوب.
 والله أعلم.
فهذا القرآن فيه ما فيه من اللطائف البلاغية و الجمال البياني الذي يُشعل القلب حباً لله وعشقاً لله وشوقاً لله، إنْ قرأه المسلم قراءة واعيةً، يستكشف بها عن المعاني الجليلة و البيان الخالب للقلوب والعقول.
حقيقٌ علينا ألا نهجر القرآن هذا الهجر المقيت الذي نراه من مسلمي العصر وخاصة مثقفيهم ومفكريهم، الذي بعضهم ولَّى وجهه تجاه الأفكار الشيوعية الداعية للكفر بالله وبوجوده والاستهزاء برسول الله وبكتابه، وبالحقد على الإسلام وعلى القرآن وعلى المسلمين.
والبعض الآخر ولَّى وجهه قِبَلَ الغرب الصليبي ومذاهبه من الوجودية الناكرة لله، أو المادية الناكرة لأمور الآخرة، أو العلمانية الناكرة للشريعة الاسلامية، أو الليبرالية الناكرة للأخلاق الفاضلة.
فكلا المعسكرين الشرقي والغربي بما فيهما من مذاهب وأفكار قد اتفقوا على نكران الله والآخرة والأخلاق  ومحاربة الإسلام وأعمدته من القرآن ورسولنا محمد عليه الصلاة والسلام والشريعة الإسلامية، محاربة شرسة بلا هوادة.
والمهرجون من العرب والمسلمين يتبعونهم فيما يقولون، ويتَبَنَّونَ أفكارهم، بكل حماقة وغباء، فتراهم تركوا عقولهم لأولئك، وتهدمتْ شخصياتهم، فأصبحوا أذلاء دمى بأيدي الشيوعية وما يتبعها من مذاهب، ويأيدي الغرب وما يتبعها من مذاهب.
بينما المسلم مستقل بنفسه وبفكره وبعقله وبشخصيته، تابع للإسلام ولكتابه ولنبيه، وفي هذا العزة والكرامة والاستقلال الفكري والشخصي، لأن القرآن الكريم يربي في المسلم الأنفة و كره الضيم و مقت الذل ونبذ التبعية، ومن يستخرج فوائد آيات القرآن وبلاغته وبيانه وما فيه من تشريع حكيم وسياسة للمجتمع وتربية للأفراد وتعليم الايمان والعقائد، فإنه سيشعر بالحبور والسرور والكرامة،ويقوم على أثر هذا الشعور بأعمال ترفع من شأن الإسلام وكتابه ونبيه، ويطبق ما جاء فيه من تعاليم.
إن القرآن الكريم:
 فيهِ نواميس الحياة جميعُها **** فاستنبطوها من رُبى الأوراقِ
هو معجزٌ في آيهِ وبيانهِ *** ولقد تحدَّى سادةَ الإنطاقِ
لكنَّ أرباب البلاغة أذعنوا.. *** رفعوا جميعاً راية الإخفاقِ
هو للفضيلة والمحامد جامع ٌ، *** فيه الهدى ومحاسن الأخلاقِ
هو نخلةٌ، والظلُّ منها دائمٌ **** تعلو وتُنبِتُ أروعَ الأعذاقِ
هو يربط العبد الضعيفَ بربِّه *** ويعرِّف المخلوقَ بالخلاقِ
هو دعوةٌ للمشركين إلى الهدى **** بالحكمة الحسنى وبالإرفاقِ
هو منذرٌ للمعرضين عن الهدى *** بجهنَّمِ التعذيب والإحراقِ
ومبشرٌ للمقبلين على التُّقى **** والعاملين بذلك الميثاقِ
المصادر:
-البرهان 4/22.
-الكشاف 1/366 و 393.
-البحر المحيط 2/397
-في ظلال القرآن ص451
-تفسير اللباب في علوم الكتاب لابن عادل الحنبلي الدمشقي 3/292.

إفراد السمع وجمع الأبصار في القرآن الكريم


إفراد السمع وجمع الأبصار في القرآن الكريم:
إذا لم تقرأ القرآن الكريم بدون تفكر وتدبر، فكأنك لم تقرأه.
إذا لم تقرأ القرآن الكريم قراءة خالية من التعصب والتحامل فكأنك لم تقرأه.
إذا لم تُقبِل على القرآن الكريم بسلامة الصدر وسلامة الفكر فلن تستفيد.
محور حياة المسلم هو القرآن الكريم الذي طبقه المسلمون الأوائل فأنشأوا حضارة هي من أعرق الحضارات وأكثرها إفادةً للبشرية.
والمسلم مطالب اليوم بالرجوع للقرآن الكريم، وقراءته قراءة متأنية مستبصرة مواقع الدواء لكل داء نحن فيه، قراءة مُطالعة لنواحي الشفاء من كل مرض اجتماعي ونفسي وفكري نحن غارقون فيه.
لا، لن نستفيد من تقليدنا للغرب، لأنه عدونا ، ومتى كان العدو يُفيد عدوه؟!
لا، لن يُفيدنا الغرب الصليبي ولا الشرق الشيوعي، ولا الالحاد ولا اللادينين ، لأنهم أعداء للمسلمين وللإسلام، وهل سيفيدون مَن يعتبرونه عدوا لهم؟!
فلنصحو من غفلتنا، ولننتبه من رقدتنا، ولنأخذ بالقرآن الكريم فمن تمسك به نجا وأنجى غيره، وسَلِمَ هو ومَن معه.
وانظروا معي لهذه اللطيفة في القرآن الكريم:
إفراد السمع وجمع الأبصار:
الذي يقرأ القرآن يلاحظ أن كلمة (السمع) تأتي مفردا، بينما لفظ (الأبصار) يأتي جمعاً.
فلماذا؟
في قول الله  جلَّ وعَزَّ : ( وجعل لكم السمع والأبصار ....)
وقوله: ( أمَّنْ يملك السمع والأبصار..)
وقوله: ( ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم...)
الملفت للنظر في هذه الآيات وأمثالها، أن (البصر) جاء مفرداً وجمعاً، بينما (السمع) لم يرد جمعا بل جاء مفرداً، فما السبب؟
هناك عدة أوجه لبيان ذلك، منها:
1- أن السمع غَلب عليه المصدرية فأفرَدَه، والمصدر لا يُثنى ولا يُجمع، إلا إذا تَعَدَّدَ مثل: ( وتظنون بالله الظنونا).فالظنون هنا :مصدر تَعَدَّدَ، فَجُمِع.
بخلاف البصر) فإنه اشتهر في الجارحة، وإذا أردتَ المصدر قلتَ: أبصرتُ إبصاراً.
ولهذا لما استعمل السمع في الحاسة(آلة حاسة السمع : الأذن) جمعه، فقال: (يجعلون أصابعهم في آذانهم...)
2- أفرد السمع، لأنه على وزن (فَعْل) ساكن العين صحيحها، ولا يُجمع على (أفعال) على الغالب، وليس له جمع تكسير، فاكتفى بالمفرد لدلالة الجنس على الجمع.
3- مُتَعَلق السمع هو الأصوات، وهي حقيقة واحدة.
ومُتَعَلق البصر هو الألوان، وهي حقائق مختلفة.
 ومهما تعددت الأصوات فلن تسمع إلا صوتا واحدا منها، أما إذا تعددت الأشياء أمامك فيمكن أن تراها كلها جملة واحدة.
4- السمع :آلة تتوقف على مصدر الصوت الذي يَطرق الأذن، فإذا لم يُوجَد مصدر للصوت توقفت عن العمل.
أما البصر:فهو آلة مستعملة ما دام الإنسان يجد أمامه ما يُرى في حال اليقظة.
والسمع عند الجميع واحد، الكل يسمع نفس الصوت، أما الشيء المرئي فإنه مختلف؛ لأننا لا ننظر جميعا إلى شيء واحد، ويتعدد النظر للأشياء المنظورة إليها، ويختلف من شخص لآخر حسب الناظر.
فأفرد السمع وجمعت الأبصار.
كذلك جمع الله كلمة(الأفئدة) لأنها متعددة مختلفة، حسب صاحبها، فواحد يعي ويُدرك، وآخر لا يُدرك ولا يعي، وثالث يعي ولا يُدرك.
ولم يأتِ بالبصر مفردا في القرآن إلا في قوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا)، لأن الله يتحدث عن المسؤولية، وهي مسؤولية كل إنسان عن سمعه وبصره وفؤاده، والمسؤولية أمام الله فردية لا يُسأل أحد عن أحد، فناسب أن يكون البصر مفردا.
والله أعلم.
فسبحان الله العظيم على هذا القرآن ونظمه العالي الحافل بالفوائد الكثيرة العديدة.
وقد أخطأ العديد من المسلمين حينما هجروا القرآن وولَّوا وجوههم تجاه غيره ليَتَلَمَسُوا النجاة والعزة والكرامة والمجد والتقدم والتحضر، ولن يتحقق ذلك للمسلمين لأن أعدائهم لن يسمحوا بذلك، ولن يسمحوا لهم إلا بفتات وقشور لا تضرهم إنما تضر المسلمين.
والحضارة تقوم على تهذيب النفس وتخليصها من آفاتها، وتقوم على الأسرة الصالحة نواة المجتمع، وتقوم على العلم والمعرفة اللذين ينتهجان قدسية الإنسان وقدسية الكلمة وقدسية الحوار وقدسية الابداع والاختراع.
بمثل ما تقدم يعلو المجتمع وينهض ويتحضر، لا بأبراج وعمارات ناطحة للسحاب كما في بعض الدول وأهلُها أفكارهم خواء من العلم، وعقولهم جافة من المعرفة، وقلوبهم متصحرة من الإيمان برغم ما يدَّعون ويزعمون.
لا تقوم الحضارة على التقليد وقتل الشخصية في المواطن، ولا تقوم على الاستبداد وزخرفة الباطل واتباع كل ناعق، ولا تقوم على إعطاء المعاذير للظالمين وتحليل أفعالهم والدفاع عنهم وتثبيط همة المجتمع بمعاقبتهم بدعاوي دينية أو سياسية أو اقتصادية.
الحل من هذه الأخطار هو بالرجوع للقرآن الكريم والسنة النبوية بالفهم الصحيح الواعي الناظر للواقع لا بعقول متحجرة حَبَسَتْ نفسها في زمن ماض ولَّى وانقضى، أو بعقول حَبَسَتْ نفسها في بوتقة الغرب لا تبتغي له بدلا، أو بعقول حَبَسَتْ نفسها في مزالق التسيب والانحلال.
والله أعلم.
نأمل من الله تغير الحال، ولا بد نشر العلم و المعرفة، والعمل على تغيير أنفسنا وإصلاحها.
(لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
وكتاب الله تعالى :
هو خاتم الكتب التي قد أُنزلتْ ** للسابقين بشرعةٍ ووفاقِ
هو ناسخ الكتب التي قد حُرِّفتْ *** بتواطؤ الأحبار والسُّرّاقِ
هو نهجنا وفلاحنا ونجاحنا *** وملاذنا وسعادة العشّاقِ
هو للمريض علاجُه وشفاؤه، **** هو رقيةٌ للمشتكي والرّاقي
هو جُنةٌ من كلِّ شرٍّ أو أذى، **** هو للورى الحصنُ المنيع الواقي
هو جَنةٌ من كل صنفٍ نادرٍ *** للمهتدين تبوح بالأشواقِ
هو معهدٌ للدارسين علومَه، *** هو بُغيةٌ للطّامح التوّاقِ
هو للحياة منظِّمٌ ومرتِّبٌ *** وبه تصير بديعة الإشراقِ
هو للفؤاد مُرقِّقٌ ومُطَهِّرٌ **** من كلِّ حقدٍ أو هوىً وشِقاقِ
هو للوحيد مُؤانسٌ في وحشةٍ ***** ومُنفِّسٌ في حالة الإرهاقِ
هو للحيارَى في الدَّياجي مُرشدٌ **** ومُساعدٌ في حالة الإخفاقِ
هو للعطاشى واحةٌ مُخضرَّةٌ **** ترويهمُ، أَنعمْ به من ساقِ
هو للقُرى والسابقين مؤرخٌ، *** بل مُخبرٌ عن سالف الأعراقِ
هو لافتُ الأنظار للآيات في *** كونٍ بديع الصنع والآفاقِ

المصدر:
البرهان 4/19 .
كشف المعاني ص 98.