تعريف العلم :
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا).
تعالوا بنا إلى التعرف على معنى كلمة العلم.
وفائدة ذلك أن معرفة المصطلحات تؤدي لتكوين نظرة عامة وملخصة عن المصطلح الذي يُعَرَف عنه.
نبدأ على بركة الله:
العِلْـمُ: هو كل نوع من المعارف أو التطبيقات.
وهو مجموع مسائل وأصول كليّة تدور حول موضوع أو ظاهرة محددة وتعالج بمنهج معين وينتهي إلى النظريات والقوانين.
وعندما نقول أن "العلم هو مبدأ المعرفة، وعكسه الجَهـْلُ" أو "إدراك الشيءِ على ما هو عليه إدراكًا جازمًا"
يشمل هذا المصطلح، في استعماله العام أو التاريخي، مجالات متنوعة للمعرفة، ذات مناهج مختلفة مثل الدين (علوم الدين)و الفلك(علم الفلك) والنحو(علم النحو)...
و بتعريف أكثر تحديدًا، العِلْـمُ هو منظومة من المعارف المتناسقة التي يعتمد في تحصيلها على المنهج علمي دون سواه، أو مجموعة المفاهيم المترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة هذه الطريقة.
و يَحملُ تعريف العِلم (بكسر العين) في اللّغة العربية اختلافًا كبيرًا بين معان عديدة ومصادر مختلفة:
1- العِلم كمرادف للمعرفة، أي إدراك الشيء بحقيقته، ونقيضه الجهل. فيقال "فلان على عِلْمٍ بالأمر أي يَعرفُه". وفي قول الله (أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرَى ).
وتنسب المعرفة عادةً، في بعض السياقات، للإدراك الجزئي أو البسيط لا للمفاهيم الكّلية والمركبة فيقال "عَرفتُ الله" ولا يقال "عَلمتُ الله..
2-العلم : «حضور صورة الشيء عند العقل.
3-العِلم كمرادف أو كمرتبة لليقين ونقيض للشّك والظن، ويظهر هذا المعنى في القرآن الكريم في العديد من الآيات مثل قول الله تعالي في كتابه العزيز (وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ (و(كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمْ)
ويقال "اليقين هو بلوغ الإيمان في القلب لمرتبة العِلم والمعرفة التامة وتُنافي الشّك والريب عنها"
وفي هذا نظر ،ذلك أن العلم في الإسلام يطلق على كل العلوم ويختص كل فرع بعلم خاص به، كعلم الفقه وعلم الحديث وعلم التفسير وعلم التوحيد وعلم الفقه وعلوم اللغة العربية وعلم الفلسفة والمنطق والفلك والتاريخ والجغرافيا والرياضيات والفيزياء والكيمياء.
ولكن لما اشتهرت الحضارة الاسلامية بعلومها الشرعية ظن البعض أنها تطلق عليه فقط وتخص به، وهذا من الأوهام والأخطاء.
ويطلق لفظ العَالِم على الفقيه والمجتهد في الشريعة وأصول العقيدة الإسلامية، ويقول رسول الله (إن العُلَماء ورَثةُ الأنبياَء، إن الأنبياَء لم يورثُوا درهمًا ولا دينارًا وإنما ورثُوا العِلمَ فمَن أخذه أخذ بحظٍ وافرٍ).
وينقسم العِلم الشرعي على قسمين:
الأول فرض عين، أي ما يلزم المسلم معرفته عن أمور دينه مثل أحكام الحلال والحرام.
والثاني فرض كفاية، بحيث يكون واجبا على جمع من الأمة ويحصل بهم القيام بهذا الواجب.
وفي القرآن الكريم، ويُراد به كل ما بني منطقيا على معطيات الحواس ولا فرق في ذلك بين علوم دينية أو طبيعية أو منطقية،قال تعالى:"وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ، إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا " .
وهذا دال على أن الحواس والمنطق مسئولون عن تكوين العلم في النفس ، ينتج عن التأمل والتفكر والتعقل في الطبيعة وقوانينها ويدعو من خلال ذلك إلى الإيمان باللّه.
ويتجلى ذلك في العَديد من الآيات ومنها قَولُه تعالى (أَلَمْ تَرَى أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهَا وَمِنْ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنْ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ )
و(قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ). و (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)
العِلم، بتعريفه الحديث، يطلق في الآن نفسه على الطريقة التفكير العلمية(مشاهدة، فرضية، تجربة، صياغة) والمنظومة الفكرية التي تنتج عنها وتشتمل على مجموعة الفرضيات والنظريات والقوانين والاكتشافات المتسقة والمتناسقة التي تصف الطبيعة وتسعى لبلوغ حقيقة الأشياء .
والكلمة المقابلة للعِلم، بهذا التعريف، في الإنجليزية هي "ساينس Science مشتقة من كلمة scientia اللاتينية وتعني المَعرِفة Knowledge وتحمل أيضًا نفس المعنى.
يقصي هذا التعريف كل ظاهرة غير قابلة للمشاهدة وكل فرضية لا يمكن اختيارها بالتجربة لإثباتها أو تفنيدها.
و للعلم تعاريف أخرى :
1. المادة المعرفية. وهو التعريف التقليدي للعلم. له عدة مساوئ منها عدم القدرة على توظيف العلم في الحياة اليومية والجمود، ويستخدم في طرق تدريسها التلقين.(نظري).
2. الطريقة التي تم التوصل بها للمواد المعرفية. وهي تناقش طرق العلم (يتضمن الطرق والأساليب والوسائل التي يتبعها العلماء في التوصل إلى نتائج العلم).(تطبيقي).
3. المادة والطريقة معاً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق