من المسؤول عن أخطائنا:
إننا كعرب فينا عقدة الضعف والنقص ، ذلك لأننا دائماً ما نرمي أخطائنا على الآخرين، ونجعل سبب خسارتنا غيرنا.
وهذه عادة بشعة ومقززة وتجعل النفس السليمة تشمئز من هذا التصرف.
ذلك هو الواقع.
أنى اتجهت بنظرك في عالمناالعربي فسترى هذا الأمر واقعا لا ريب فيه ولا شك.
ففي مسرح الأحداث التي لحقت ببلادنا العربية، نلقي حمل خسارتنا السياسية أو الاقتصادية أو التنموية على الآخرين، ونقول إن الدولة الفلانية تحاربنا ولا تريد أن ننمو وأن نصبح متقدمين وذوي حضارة وتقنية.
وإذا استعمرت بلادنا فإنا نقول إن الملأ تآمروا علينا وخططوا لهذا ، وننسى أننا نحن السبب بتخاذلنا وضعفنا وبتفرقنا وبوجود الكثير من الساسيين والحكام يذلون للدول المتقدمة.
لا أنكر أن الدول الأخرى تسعى لأن نكون دائما تحت سيطرتها و أن لا يجري أمر إلا بإذنها، ذلك لأنها تسعى لتحقيق مصالحها ومصالح شعوبها ومواطنيها،وتقدم هذه المصالح على غيرها، وهذا ليس سبباً لجعل هذه الدول هي السبب الرئيسي،ومن يجعل ذلك هو السبب فهو ساذج، بل نحن هو السبب في ضعفنا وفي ذلنا وفي ضياعنا، فكثير من قادتنا السياسية والفكرية ما زالت تلهث وراء إرضاء الغرب وتقدم التنازلات إثر التنازلات لتكسب رضاها، وكأنا بلا حول ولا قوة، وكأنا ما زلنا نحتاج أوصياء لنا، وكأنا لا نملك مقومات القوة والتقدم.
إن جهلنا هو السبب وخوفنا هو السبب وظلم الحكام لشعوبها والاستبداد بمقاليد السلطة وعدم العدل بين المواطنين هو سبب من تلك الأسباب.
إن التخلف الذي نعيشه هو من صنع أيدينا، وإن الواقع الذي نحن فيه هو من عملنا، وإننا نحن المسؤولون عن ذلك بكل الأحوال وفي كل الدرجات وبنسبة 99% ثم نسبة 1% تلقى على غيرنا.
وكثيرا ما ننخدع بفكرة المؤامرة ، ولو دققنا النظر قليلا وأمعنا الفكر لوجدنا أننا نقتل أيدينا بأنفسنا ونجلب (الدب لكرمنا) فنحن السبب الرئيسي لما نحن عليه لا غيرنا.
والذي ينبغي علينا فعله أن نستيقظ من نومنا، ونصحو من غفلتنا، ونقوم على إصلاح أخطائنا، وننقد أنفسنا نقدا بناءاً ونحاسبها محاسبة صادقة، ونقبل الرآي الآخر ولا نصادر الأفكار ، ولا نلقي باللائمة على غيرنا، وأن نتحمل المسؤولية الملاقاة على عاتقنا، فالجبان وحده هو من يتنصل من مسؤولياته ويلقي بفشله على غيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق