الأحد، 22 سبتمبر 2013

الإصلاح الثقافي وأهميته للمجتمع

الإصلاح الثقافي وأهميته للمجتمع:
(اقرأ باسم ربك الذي خلق* خلق الإنسان من علق*اقرأ وربك الأكرم* الذي علم بالقلم*علم الإنسان ما لم يعلم) - ( ن * والقلم وما يسطرون)
يقوم المجتمع على مدى ثقافة أفراده كما وكيفا ونوعا، وميولهم للقراءة والكتابة ، وتطلعهم للعلم والمعرفة (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون).
والثقافة للإنسان مثل الهواء ؛له ضرورة ملحة ،لها أهميتها الكبيرة التي تسترعي النظر فيها وحض الناس عليها (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات).
والناظر للمجتمع الحالي من ناحية ثقافته يراه في أسوأ حال وأضعف مقال.

فبالإضافة إلى تدني أعداد المثقفين في الدول العربية حسب الاحصاءات التي تنشر،فإنهم يعانون من تدني الثقافة لديهم وعدم توازن نظرتهم وقلة مطالعاتهم للمستجد من الأمور، كما أن الكتب والمؤلفات تعاني نقصا حادا في موضوعها وفي قرائها وكما قيل:  لا ثقافة بدون كِتاب .
كان لا بد من النظر لإصلاح الثقافة التي أصابتها أمراض عديدة أودت بها للحضيض لأسباب عدة.
من تلك الأسباب استخدام الثقافة لأهواء نفسية وملذات شخصية آنية مضرة بالآخرين.
فنحن نرى مثقفين يدعون للتحلل من الآداب الاجتماعية والانعتاق من التخلق بالأخلاق الفاضلة عبر بثهم سموم التحلل الخلقي وإطلاق الشهوات التي تدمر أنفس البلاد، كالدعوة للعري والسماح لمجلات العري وقنوات الجنس ومواقعه بالظهور والانتشار والبيع تحت مسميات مختلفة كالأدب الحر والأدب المكشوف و حرية الثقافة الجنسية، ومثل هذه الأمور تودي إلى مهالك يقع بها المجتمع  من جراء نشر هذه الثقافة المسمومة إن صح تسميتها بالثقافة أصلا، وهذا يدل على سلوكهم السيء وكما قال جان جاك روسو: ثقافةُ المرء هي التي تحدد سلوكه.
وهنا ينبغي على الغيورين على الوطن والمجتمع أن يقفوا ضد هذا التحرك وتوعية الشعب والمقبلين على هذا الهراء، وتوجيههم الوجهة الصحيحة، لأن مثل هذا الثقافة السيئة تجلب للمجتمع الخراب والدمار في النفوس وفي الأسر ، وقد قال وليم بطلرلييتس: الثقافةُ هي طهارةُ العقل.
كما يوجد عاهة التصقت بالثقافة تسترعي الانتباه وهي :
قيام كثير من المثقفين بنشر ثقافة الخوف والخضوع والتذلل والاستجداء للحاكم أو الرئيس أو الملك أو الأمير من خلال كتاباتهم بالتسبيح والتمجيد وإشادة بأعمالهم التي هي واجبة ووصفها بأنها مكرمات وأعطيات وكرم من جانب الرئيس أو الملك أو الأمير خاصة إن كان من الظالمين المستبدين ،و هذه الثقافة التي انتشرت بالقرن الماضي أوجدت جبلا خائفا ذليلا لا يستطيع قول لا ولا الانتقاد إما لخوفه من بطش أجهزة الأمن والاستخبارات أو بسبب نظرتهم للملك والرئيس بأنه ولي الأمر الذي يطاع ولو فعل ما فعل ولو خرج عن الدين أو أنكر الشريعة أو حاربها أو قيد الحريات واهان الكرامات وطعن بالوطن والمواطن جميعا، فالسكوت هو المطلوب والخنوع هو الواجب والذل هو الحل
ولم يكن ليحصل ذلك لولا ثقافة الخوف والذلة التي انتشرت بسبب مثقفين وأدباء وشيوخ وعلماء مرتزقة أشاعوا هذه الثقافة ونشروها ، ولإصلاحها لا بد من الخروج من بوتقة الذل والخنوع والأخذ بأسباب الشجاعة الأدبية بكتابة الحقائق وفضح الممارسات الخارجة عن الدين أو مضامين الحرية والكرامة والأمانة بفضح الرئيس أو الملك المستبد وأعوانه وبيان سرقاتهم و ملاحقتهم للشرفاء من المواطنين واعتقالاتهم لمن يأبي الخضوع لهم ، وبنشر ثقافة الشجاعة القولية بقول الحق والصدع به وعدم الخوف من النتائج اللاحقة له نكون قد فنحنا بابا من أبواب تنسم الحرية وأزلنا عن ظهورنا بعضا من الأثقال التي نحملها، وخلعنا عنا بعض القيود التي تكبلنا، وكما يقول جون ديوي: الثقافة منهج أساسي للتقدم الاجتماعي والاقتصادي.
و يظهر لنا مرضا لصيقا بالثقافة قد أصابها وهو : قيام كثير من المثقفين بالتبعية والانقياد لما يريده أعداء الأمة العربية والإسلامية، هذه التبعية تتمثل في كراهية الإسلام والحط من شأنه وكراهية أن تكون القوانين العربية ودساتيرها مصدرها الشريعة الإسلامية، ونجد هجوما شرسا ووقحا من هؤلاء على الشريعة الإسلامية وعلى الأحزاب التي تمثله، وكأن هؤلاء المثقفين ليسوا مسلمين وليسوا عربا، كل ذلك بسبب تبعيتهم وانقيادهم لمتطلبات الغرب من أجل أن يكسبوا أموالا أو مواقع في الحكومات أو أن يظهروا على وسائل الإعلام وتنشر كتاباتهم ويشتهروا بين الناس.
وهذا تطلب منهم نشر ثقافة التبعية والانقياد لأعداء الأمة العربية والإسلامية من خلال تمجيد الغرب وذكر محاسنه والتعامي عن مساوئه وجعله مثالا يحتذى في سن القوانين والتشاريع في كافة الأمور، وبالوقت ذاته يسخرون من الإسلام وتعاليمه ويستهزئون بالرسول وشريعته ويلحقون به و بها كل عار وشنار وسيئة وقبيحة.
هذه الثقافة ونشرها أوجد أعدادا من الناس تبعوهم اغترارا بهم لما هم عليه من الشهرة الإعلامية والحضور الدائم.
إن مثل هذه الثقافة وإن انتشرت في أوقات كثيرة وسنين عديدة فإنها لن تنجح نجاحا كاملا وستبوء بالفشل وتتراجع أمام المد الإسلامي من فكر الإسلام وثقافة الإسلام ، لكن تلك الثقافة التبعية للغرب ولأعداء الأمة العربية والإسلامية سوف تؤثر في أعداد من الناس وتلقي فيهم الشكوك وبعضهم قد يصبح مثلهم تابعا لهم سائر على طريقهم.
ولكي نصلح هذا الخلل لا بد من نشر ثقافة الاعتزاز بالشخصية وبالدين الإسلامي الذي يمثل حضارة العرب لقرون عديدة أنتج الكثير من العلوم والمعارف والإبداعات والاختراعات في كافة المجالات.
وثقافة الاعتزاز بالشخصية العربية والاسلامية تقوي ترابط الوطن الواحد وتساهم في التخلص من نير استعباد أعداء الإسلام للأمة العربية والإسلامية في الوقت ذاته ترفع من فكر العربي والمسلم وتجعله منتجا ومبدعا ومخترعا، عوض عن أن يكون تابعا مستعبدا للغرب وإملاءاته ولأعداء الأمة ومصالحهم.
إذا الشعب يوما أراد الحياة  * * * فلا بد أن يستجيب القدر 
ولا بد لليل أن ينجلي  * * * ولابد للقيد أن ينكسر 
ومن لم يعانقه شوق الحياة  * * *تبخر في جوها واندثر 
إذا ما طمحت إلى غاية * * * ركبت المنى ونسيت الحذر 
ومن يتهيب صعود الجبال * * *يعش ابد الدهر بين الحفر 

وأهمية الإصلاح الثقافي تأتي من نتائجها التي تحقق الخير للمجتمع والسعادة للمواطنين، كما أنها تساهم في تقدم المجتمع من ناحية، ومن ناحية أخرى تساهم في النهوض به مما هو عليه من خوف المواطنين من حكوماتهم المستبدة وإن كانت البعض تلقي لهم فتاتا من المال ليلتهوا عن الهدف الأسمى من وجودهم.

 كما تتبدى أهمية الإصلاح الثقافي من القضاء على الاستبداد ومظاهره وأشكاله وأنواعه، فيغدو الإنسان حرا عارفا بمكانته مكونا شخصيته غير تابع لأعداء الأمة عارفا بهدفه الأسمى في هذه الحياة وهي عبادة الله بحرية وإقامة شعائر الدين والإصلاح الاجتماعي وحرية التعبير من غير عبودية لأحد أو استعباد من أحد ،لأنه (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا).

ويظهر أهمية الإصلاح الثقافي من خلال العمل على تنقية المجتمع من المفسدينالذين يفسدون في العباد والبلاد بنشر الفاحشة والرذيلة التي تقضي على المجتمع.
 كما يعمل الإصلاح الثقافي على تنقية المجتمع من الخونة الذين يبيعون أنفسهم من أجل مال أو شهرة أو منصب...
إضافة إلى الوقوف بوجه المستبدين والظالمين بكل حزم وقوة وشجاعة دون خوف، فيرتدع الظالم عن ظلمه ويقف المستبد عند حده ثم يتراجع ويظل يتضاءل شيئا فشيئا حتى يتلاشى.
هذا كله بعضا مما تفعله الثقافة الحقة الصادقة وهذا بعض نتائج للإصلاح الثقافي .
  هذا بعض القول في اصلاح الثقافة وأهميتها نرجو لكم الاستفادة والإفادة.

(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق