ميراث الأنبياء
يعظم الشيء بعظم نفعه. والعلم الشرعي هو أنفع العلوم وأزكاها، بل إن المتأمل في قوله عليه الصلاة والسلام "... إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر" ليعلم عظم الميراث.
وإمام العلماء معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه - له قول حسن يحسن الوقوف عنده.
قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: (تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية،
وطلبه عبادة،
ومذاكرته تسبيح،
والبحث عنه جهاد،
وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة،
وبذله لأهله قربة، لأنه معالم الحلال والحرام، منار سبل أهل الجنة،
وهو الأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والزين عند الأخلاء،
يرفع الله به أقواما، فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم، ويقتدى بفعالهم، وينتهى إلى رأيهم،
ترغب الملائكة في خدمتهم، وبأجنحتها تمسحهم، يستغفر لهم كل رطب ويابس، وحيتان البحر وهوامه، وسباع البر وأنعامه،
لأن العلم حياة القلوب من الجهل، ومصابيح الأبصار من الظلم، يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة،
والتفكر فيه يعدل الصيام،
ومدارسته تعدل القيام،
به توصل الأرحام، وبه يعرف الحلال من الحرام،
هو إمام العمل،والعمل تابعه،
ويلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء)
جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر / المختصر ص 53
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق