كيف يكون الانتقام من آثار الظلم السلبية وما أكثرها
النفس البشرية تفيض بالكره على من ظلمها وغصبها حقها، فتنتشر في أنحائها نار الحقد التي أُوقِدَتْ بشرارات من تفاعلات الكره الممزوجة بالأسى لما وقع بها من اضطهاد وتعسف من قبل الآخر.
فترى الإنسان المستقيم على هدي ربه يناضل ضد هذه العواطف الآتية من ظلام البغضاء المشحون بإيحاءات المسِّ الشيطاني.
فإذ بالمرء مُنقَسِم على ذاته تراه مرة يثور ويفور وأخرى يرجع ويروعي ،فإذا ما أقبلَ على الكرهِ والبغض صدَّهُ الإيمان والتقوى، وإن أقبل على الحقد حبسه الحياء من ربه وتعاليمه.
فيحاولُ كظم غيضه والعفو عن ظالمه ، لكن يبقى ما يُذَكِّر المرء بما حصل معه، يوقده إيقاداً ويهزه هزاً عنيفاً ، فإن تناسى ما حصل معه فإنه يرتد بعد فينة من الزمن كسيل من الكراهية أشد وأقوى .
خاصة إن كان الظلم الواقع به شديد التأثير به من نوع الافتراء الكاذب والمس بكرامته وشرفه ودينه .
فعند ذلك تتغلب نوازع الانتقام على المسامحة حتى تهدأ ثائرة النفس وتخمد نيرانها، ويرى ظالمه بأسوأ حالة، وليس هو فقط بل كل من ساعده وسعى معه وعاونه ولو بكلمة أو استشارة أو تنبيه.
وإني لأعذر من يسعى للانتقام من ظالمه خاصة إن كان المظلوم ضعيفا لا حول له ولا قوة إلا بربه الكبير العظيم.
ومن يقول غير ذلك فإنه يتكلم من برجه العاجي أو لم يعش الحالة التي تخوله لهذا الأمر أو أنه مجرد مُنَظِّر ليس أكثر ؛لأنه ليس بالأمر الهين أن تُقتَلَ أحلام الإنسان وتداس أمانيه بالنعال وترمى آلامه لمكب النفايات أو يُرجع خطوات للوراء أضعاف ما تقدم منها، أو يهال التراب على أمنيات المرء التي باتت وشيكة الحدوث.
ومن يقول غير هذا فإنه يغالط نفسه ويستهزئ بعقله ،فلا أحد يرضى وقوع الظلم عليه والسكوت.
أبكـي وأضحـك والحـالات واحـدة
أطـوي عليهـا فـؤادًا شفّـه الألـم
فإن رأيت دموعـي وهـي ضاحكـة
فالدمـع مـن زحمـة الآلام يبتـسـم
وفي الجوانح خفـاق متـى عصفـت
به الشجون تلـوى وهـو مضطـرم
فاظلم كما شئـت لا أرجـوك مرحمـة
إنـا إلـى الله يـوم الحشـر نحتكـم
أطـوي عليهـا فـؤادًا شفّـه الألـم
فإن رأيت دموعـي وهـي ضاحكـة
فالدمـع مـن زحمـة الآلام يبتـسـم
وفي الجوانح خفـاق متـى عصفـت
به الشجون تلـوى وهـو مضطـرم
فاظلم كما شئـت لا أرجـوك مرحمـة
إنـا إلـى الله يـوم الحشـر نحتكـم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق