الجمعة، 20 سبتمبر 2013

العلم ومتطلبات الروح

 العلم ومتطلبات الروح:

العلم مطلب أساسي لتقدم الأمم ، والعمود الفقري لاستعاة الأمجاد والسير ف ركب الحضارة.

ومما لا شك فيه أن الدولة التي ترعى العلم وتحض عليه وترعى العلماء وتقدم لهم متطلباتهم فإنها ستجني ثمارا يانعة من هذه الغراس .
والمقصود بالعلم هنا هو كل ما يتعلق بالإنسان والزمان والمكان من إبداع جديد أو بناء على قديم أو تحسين ما هو قائم أو تطوير ما هو كائن ، من متطلبات الحياة وضرورات المعيشة.

يخطئ من يظن أن العلم هو المتعلق بالمادة ، وأن الروح لا علاقة له بها، هذا من هذيان المنتشين بما قدمه العلم من امكانات، لكنهم غفلوا عن الهدف الأسمى للعلم هو بناء الإنسان أخلاقيا ومعاملاتيا ومعرفيا، ليتسنى له النهوض بمن حوله والحفاظ عليهم من مهاوي الموت ومزالق الانتحار ومعايب الانحدار ومهالك الدمار.

والناظر فيما قدمه العلم المادي يرى تطورا كبيرا وابداعا جديدا ولا يخلو يوم منه، لكن الاهمال المتعمد لمتطلبات الروح والنفس من الاخلاق اللفاضلة والصفات الحسنة جعلت العلم آلة دمار شاملة ، خاصة عندما تكون بأيدي أشرار عقولهم ضيقة ورؤيتهم ضبابية ولا يسيطرون على نزواتهم وشهواتهم، فيقتلون بالعلم شعوبهم ومواطنيهم وشعوب غيرهم، كما يهلكون الحيوانات والنباتات ، ويدمرون البلاد.

وهذا ما فعله النازيون والفاشيون والاتحاد السوفيتي وبعض حكام أمريكا المتعجرفون.
وهذا ما يفعله كثير من الحكام بشعوبهم ومواطنيهم ، من قتل وتعذيب وتدمير، بما قدمه العلم من تطور وابداع واختراع.

إضافة إلى الآثار الناجمة من حقد وضغينة وكراهية تتفشى بين الناس بسبب امتلاك طرف ما لأسلحة وتكنولوجيا مميتة يرهب بها الآخرين ويرعبهم.

إن فقدان العلم لحاجات الروح من التمثل للأخلاق الفاضلة والتحلي بالصفات الحميدة جعلت من العلم حيوانا شرسا يفتك ويقتل أكثر مما ينفع ويفيد.

وهذا واقع بلا ريب ومشاهد محسوس منظور للجميع.

ولا يظنن أحد أني ألقي اللوم على العلم لذاته وإن ذكرته، ذلك لأن المقصود ليس العلم بحد ذاته إنما هو مستعمله ومستخدمه، أعني الإنسان.

الإنسان الذي يستفيد من التطور والتقدم والاختراع والابداع ثم يستخدمه للخير ولمصالح الآخرين هو بلا شك يستحق الاحترام والتقدير، لحسن صنيعه وطيب مقصده.
أما الإنسان الذي يستخدم العلم وما حققه من انجازات للشر ولنزواته وشهواته الأنانية هو بلا شك يستحق المهانة والاحتقار، لسوء عمله وخبث مقصده.

وهنا يأتي دور التربية الحسنة في تهذيب النفس وتطهيرها من أرجاس الشر وقاذورات الأنانية وقمامات الجشع والطمع والظلم والنفاق، فتصفو النفس وتطهر الروح، وعندها يكون مستخدم العلم جديرا باستخدامه ومؤهلا بالاستفادة منه والإفادة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق