الخميس، 7 نوفمبر 2013

السموات والأرض جمعاً ومفرداً في القرآن الكريم

السموات والأرض جمعاً ومفرداً في القرآن الكريم:

التفكر في القرآن الكريم وما فيه من لطائف وفوائد ومنافع، لهو أمر عظيم ، يبعث في القلب الأنس، وفي النفس الطمأنينة، وفي العقل اتساع المدارك، وفي الفكر نورا وهدى.

ولطالما حضنا الله تعالى على التدبر في القرآن، مثل قوله(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآن وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْد غَيْر اللَّه لَوَجَدُوا فِيهِ اِخْتِلَافًا كَثِيرًا)وقوله(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ) وهوالتدبر والعمل بما جاء فيه.

فمن هذا المنطلق وجب على المسلم التدبر في آيات الله.

وعلى هذا نقول:
لِمَ جاءت السموات جمعا والأرض مفردة، وقد قال الله تعالى( ومن الأرض مثلهن) أي أن السموات سبع، والأرض كذلك.

فالجواب:

قد يكون لأن الأرض تدل على السفل والتحت، فوصفت بهذا المكان المحسوس، فلا معنى لجمعها كما لا يجمع فوق وتحت.

أما السموات فالمقصود بها ذاتها دون معنى الوصف، فلهذا جمعت جمع مؤنث، وهو عدد قليل.

وأتى مع الأرض بلفظ يدل على التعدد( ومن الأرض مثلهن).
والأرض بالنسبة إلى السموات وسعتها شيء قليل فالأرض وإن تعددت كالعدد الواحد ، ولأن الأرض دار الدنيا، والله عز وجل لم يذكر الدنيا إلا مُقَلَِّاً لها.
فإن أُريد بالسماء معنى الوصف الذي هو (العلو والفوقية) أُفرٍدَتْ بلفظ (السماء).

والله أعلم.

قال الشاعر:
قف إنها بجلالها الآيات *** فيها هدى .. وسكينة .. وثبات
رتل .. وجوّد - ما استطعت – حروفها ***وابسط فؤادك إنها النفحات
هذا الكتاب .. فقم به متخشعاً *** متدبراً تصفو هناك عظات
هذا هو الوحي المنزل لا دجى *** يبقى لديه، ولا تُرى ظلمات

المصدر:
-البرهان في علوم القرآن للزركشي 4/6

-الخاطريات لابن جني ص 40.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق