مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم منعطف تاريخي :
(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
(قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون)
العالم في فوضى ، وفي بعد عن الحق والحقيقة وفي اضطراب الفكر والنظر للأمور،تسوده المعتقدات الضالة المحرفة في المسيحية واليهودية، وتسوده المعتقدات الكافرة في المجوسية والبوذية والبراهمية ، وتسوده المعتقدات المشركة في الوثنيين وعباد الأصنام والأشياء.
في مثل هذا الجو الذي يسيطر عليه سواد الاعتقاد المنحرف الضال، والاعتقاد الكافر المشرك، وفي أجوائه تنتشر عبارات العبادة للأوثان ، وتسيطر عليه رغبات السجود للأصنام، وترى الجموع تتقرب لهذه وتلك بالأضحيات والأموال تقربا وتعبدا.
في تلك الحالة التي تكتنف العالم آنذاك موجات من الضلال والظلام، وبينما هناك جيش كبير وكثير العدد يسير في نواحي صحراء الجزيرة العربية قاصدا مكة المكرمة وهدفه هدم الكعبة ، كان هناك جنين في بطن امرأة طاهرة طيبة،ذاك الجنين ، يكبر ويكبر، ويزداد نموا، بينما ذلك الجيش يتقدم أكثر وأكثر، حتى إذا وصل لمقصده، وأراد هدم الكعبة، وتجهز في صباح اليوم وتوجه بجيشه وأفياله لهدم الكعبة، كان قد ولد من تلك المرأة الطيبة الطاهرة مولودا، كانت تلك المرأة آمنة بنت وهب، وذاك المولود هو محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم.
يا ساعةً نِلْنَا السعادةَ والهنا * * * فيها بخير العالمين محمد
تمَّت لنا أفراحُها بظهورِه * * * وتكمَّلت في شهرمولد أحمدِ
في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول لعام الفيل ، ولد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان لمولده خصائص عديدة،ومزايا فريدة، وأمور تنبئ على عظمة هذا المولود، وتشير لرفعة هذا المخلوق، وتومئ لمكانته ومنزلته العالية.
ما كان يوم مولد رسول الله حدثا عابرا يمر كغيره من الأحداث.
وما كان مولد رسول الله خبرا من الأخبار مثل سواه مِمَنْ ولدوا.
إن من يعتقد أن ميلاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كغيره من الناس وكأمثاله من المواليد لفي قلبه مرض وفي عقله خلل وفي فكره انحراف وفي رؤويته غشاوة.
إن مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث عظيم يسمو على غيره، ويعلو على سواه، ويفضل درجات ودرجات .
إن الأحداث التي سبقت ميلاد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تؤمئ لسنين قادمة فيها وقائع ستكون مشهودة، يعلو فيها الحق ويزهق فيها الباطل، ويبدأ التاريخ كتابة صفحات مشرقة من نور الإيمان وصفاء اليقين وقوة العقيدة وشجاعة الإقدام وحكمة العلم ونشر المعرفة ورفعة السؤدد وعلو المجد ووحدة الهدف والغاية والمطلب.
و إن الأحداث التي رافقت مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم تعلمنا بميلاد عصر جديد، وتاريخ مختلف عن غيره، وبأيام مقبلة لها وقعها الخاص في حياة الناس.
توالت أمورُ السَعد في خيرٍ ساعةٍ * * * بمولد خير الرُّسل في ساعة السعد
فيا طيب أوقاتٍ ويا طيبَ مولدٍ * * * ويا طيبَ مولودٍ حوى سائر المجد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق