الظلمات والنور في القرآن الكريم معاني تدبر وتأمل وتفكر:
(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ)
قال ابن مسعود: (لا تَهُذُّوا القرآنَ هذ الشِّعْر، وتَنثروه نَثْرَ الدَّقَل، وقِفُوا عند عجائبِه، وحَرِّكوا به القلوب، ولا يكن هَمُّ أحدِكم مِن السورة آخرَها).
روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، فتنزل السورة على محمدعليه الصلاة والسلام فنتعلم حلالها وحرامها، وأمرها وزجرها، وما ينبغي أن يقف عليه منها، ثم رأيت رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين خاتمته ما يدري أمره ولا زجره، ولا ما ينبغي أن يقف عنده، فينثره نثر الدقل).
من الجميل للمسلم أن يجلس في وقت فراغه، ويفتح القرآن الكريم، ويقرأ آاته، متأملاً متدبراً متفكراً، ويشعر بعظمة الله في هذا الكلام العلوي القدسي الشريف، فيفهم معانيه، ويعلم مضمونه، ويقرأ ما تيسر من تفسيره الموجود بكثرة في المكتبات، فيقوي ذاك من إيمانه ويرفع من مراقي تفكيره ويوسع مداركه ويزده علما على علم وفهما على فهم ونورا على نور.
وهذا الفعل من المسلم بقراءة القرآن وتدبره، يعطيه حصانة من لوثات الأفكار الخاطئة التي تثير الشبهات على القرآن الكريم، فيكون أمامهم متسلحاً بالعلم متبصراً بالمعرفة متنوراً بالزاد المعرفي الذي يجعل منه قويا صلب الإيمان.
وعلى ذلك فإن المتدبر في القرآن الكريم سيلفت إنتباهه (كلمتي الظلمات والنور) فيجد أنه في القرآن الكريم جاءت لفظة (الظلمات) جمعاً، بينما جاءت لفظة(النور) مفردة، فلم يا ترى؟!.
تجد في القرآن الكريم أنه يجمع الظلمات ويفرد النور، لماذا؟
مثل قوله تعالى:
(ويخرجهم من الظلمات إلى النور)
جمعَ سبيلَ الباطل وأفردَ سبيلَ الحق، وطريق الحق واحد.
وأما الباطل فله طرقٌ متعددةٌ، ولهذا وحَّدَ (الولي) في قوله بعد الآية السالفة الذكر: (الله ولي الذين آمنوا) .
وجمع أولياء الكفر ، لتعددهم وتعدد الآلهة التي هي من دون الله (والذين كفروا أوليائهم الطاغوت).
يقول الشاعر مخاطباً قارئ القرآن:
يا قارئَ القرآنِ حسبكَ أنهُ * * * شرفٌ، به تتعاظمُ الحسنات
ورسالةٌ قدسيةٌ ونجابةٌ* * *ومهابةٌ .. تعلو بها الدرجات
فانعَمْ به عزاً ، وخُذْ بضيائِه* * *قبساً تنيرُ له الفلوات
واغْنَمْ به أجراً وقُربةَ عارفٍ* * *بالله تحفظُ سعيه القربات
واجعلْ مقامَك في الحياةِ لغايةٍ* * *تسمو بها أُممٌ وتَشرفُ ذات
ويرى القريبُ أو البعيدُ مآثراً* * *لم تصف لولا هذهِ الآيات
ورسالةٌ قدسيةٌ ونجابةٌ* * *ومهابةٌ .. تعلو بها الدرجات
فانعَمْ به عزاً ، وخُذْ بضيائِه* * *قبساً تنيرُ له الفلوات
واغْنَمْ به أجراً وقُربةَ عارفٍ* * *بالله تحفظُ سعيه القربات
واجعلْ مقامَك في الحياةِ لغايةٍ* * *تسمو بها أُممٌ وتَشرفُ ذات
ويرى القريبُ أو البعيدُ مآثراً* * *لم تصف لولا هذهِ الآيات
المصدر:
- البرهان في علوم القرآن للزركشي 4/ 12.
-مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر.
-عيون الأشعار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق