عائشة أم المؤمنين
نسب عائشة :
هي عائشة بنت أبي بكر الصديق التيمي... وأمّها أمّ رومان بنت عمير بن عامر الكنانيّة، وعائشة شقيقة أسماء ذات النطاقين وُلدت بعد بعثة الرسول بأربع سنين أو خمس.
زواجها :
عقد عليها الرسول قبل الهجرة وتزوّج بها في السنة الثانية من الهجرة.
بقيت عائشة مع الرسول يحبّها ويكرمها ويأنس لها، يعينها على شؤون بيتها وتعينه على شؤون الرسالة حتى توفاه الله في بيتها متوكئا على صدرها ولم تتجاوز العشرين من عمرها.
أخلاقها :
كانت صادقة في قولها صدق أبيها الصديق ووروى عنها أصحابها الحديث. وكانت بارّة سخيّة ذات خلق رفيع تواسي الضعفاء وتطعم المسكين وتجبر القلب الكسير وتعين من هو في حاجة إلى العون ما وسعتها الطاقة وتوفّر لها المال.
فقهها :
كانت عائشة زوجة للرسول وطالبة في مدرسة النبوة، من بيتها تطلّ على مسجد الرسول في المدينة فترى وتسمع الرسول يتحدّث ويشرع ويعلّم ويقضي بين الناس، وفي بيتها ينزل عليه الوحي، ويوصي، ويُنبّه، ويُعلّم، ونفس عائشة متفتّحة وقلبها عامر بالإيمان وذاكرتها حافظة لكلّ حرف ولكلّ كلمة أو إشارة.
ونعود إلى رجال الحديث فإذا الكثير من رواته من تلاميذها وتُعدّ الأحاديث التي رُوِيت عنها فإذا هي عشرة أحاديث ومائتان وألفا حديث، اتفق البخاري وسلم على مائة وأربعين وسبعين منها وانفرد البخاري، بأربعة وخمسين ومسلم بثمانية وستين، وعرف المسلمون الكثير من أمور دينهم ونبيّهم من أحاديث عائشة، ولم تكن تحفظ الحديث فقط وإنّما كانت تتفهّم وتجتهد وتُعمل الرأي وتقيس وتستفتى فتفتي الناس. بلغها أن ابن عمر قال في المرأة التي تغتسل من الجنابة أن تنقض شعر رأسها اعتمادا على الحديث (تحت كلّ شعرة جنابة) فقالت عائشة : ما بقي لابن عمر إلاّ أن يقول للنساء، احلقن رؤوسكن لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله في إناء واحد وما كنت أزيد على أن أحفن ثلاث حفنات من الماء على رأسي ولم يأمرني بشيء.
فصاحتها :
تفتّحت أذنها من صغرها على بلاغة القرآن وإعجازه وشبّت في بيت أبي بكر الذي كان عرّافة بالأنساب حافظا للأخبار ثم انتقلت إلى بيت الرسول زوجها فإذا الكلام عنده لا يُلقى جزافا وإنّما للحرف حسابه وللكلمة مدلولها ولحديثه آلاف القلوب والآذان واعية صاغية ولكلّ مقام مقاله الذي ينسابه فتحفظ من زوجها وتروي عن أبيها وتأخذ من الشعراء حتى ليقال : إنّها حفظت من شعر لبيد بن أبي ربيعة اثني عشر ألفا.
وتعطي هذه المدارس نتاجها وتتحدّث عائشة وتصف فإذا اللّغة منتقاة والأسلوب مرسل سهل جزل فصيح، وتخطب فتبهرك بغزارة الاطلاع وفصاحة الكلمة وإحكام النسج ووضوح الفكرة.
طبّها :
كانت مصادر الطب عند العرب التجربة ووسيلة التعرّف عليه الرواية والنقل، وكثيرا ما كانوا يتداوون بالأعشاب وآخر دواء عندهم الكيّ.
وقد كان يتهيّأ لعائشة من معرفة ما عند الناس ما لم يتهيّأ لغيرها من النساء بحكم ارتباطها وشدّة اتصالها برسول الله الذي تأتيه الوفود من كلّ مكان فكانت تسمع من أحاديث الطبّ الشيء الكثير وكان فهمها وشدة ذكائها يساعدانها على التعلّم وإفادة الغير.
عائشة والسياسة :
مات الرسول وعائشة لم تجاوز العشرين كما عرفت فعاشت في ذكرى الرسول زهاء خمسين سنة وكانت في عهدي أبي بكر وعمر تلقّن الأحاديث وتجيب السائلين أو تأوي إلى الصلاة والتسبيح وشؤون المنزل، فلمّا جاء الخليفة الثالث عثمان اضطربت الأحوال السياسيّة وشاع النقد والسخط على ولاّة عثمان فلجأ إليها الشاكون فتدخّلت وطالبت من الخليفة إنصاف الناس من عماله واشتدّت الفتنة فوجدت نفسها مضطّرة للمشاركة فيها لإخمادها ولكنّها لم تخمد.
ويُقتل عثمان فيختلف الناس في موضوع خلافته من بعده والمطالبة بدمه وتنضمّ عاشئة إلى طلحة والزبير ابني العوام ضدّ علي بن أبي طالب في واقعة الجمل المعروفة بعد تردّد طويل ولم يكن يخطر لها على بال أن المسلمين سيقاتلون وهي فيهم.
وتنتهي المأساة وتبقى عائشة نادمة بعد ذلك على موقفها من يوم الجمل وكلّما خاض الناس فيه بكت حتى يبتل خمارها.
وفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضين من رمضان عام ثمانية وخمسين فارقت الحياة الدنيا وصلّى عليها أبو هريرة وشيّعت جنازتها في غسق الليل إلى البقيع - كما أوصت - على أضواء مشاعل من جريد مغموس في الزيت وسارت الجموع من ورائها باكية ناحبة.
ونامت أخيرا وخلّفت الدنيا من ورائها ساهرة فيها والتاريخ مشغولا برصد دقائق حياتها طوال الأعوام التي عاشتها ملء الحياة.
زواجها :
عقد عليها الرسول قبل الهجرة وتزوّج بها في السنة الثانية من الهجرة.
بقيت عائشة مع الرسول يحبّها ويكرمها ويأنس لها، يعينها على شؤون بيتها وتعينه على شؤون الرسالة حتى توفاه الله في بيتها متوكئا على صدرها ولم تتجاوز العشرين من عمرها.
أخلاقها :
كانت صادقة في قولها صدق أبيها الصديق ووروى عنها أصحابها الحديث. وكانت بارّة سخيّة ذات خلق رفيع تواسي الضعفاء وتطعم المسكين وتجبر القلب الكسير وتعين من هو في حاجة إلى العون ما وسعتها الطاقة وتوفّر لها المال.
فقهها :
كانت عائشة زوجة للرسول وطالبة في مدرسة النبوة، من بيتها تطلّ على مسجد الرسول في المدينة فترى وتسمع الرسول يتحدّث ويشرع ويعلّم ويقضي بين الناس، وفي بيتها ينزل عليه الوحي، ويوصي، ويُنبّه، ويُعلّم، ونفس عائشة متفتّحة وقلبها عامر بالإيمان وذاكرتها حافظة لكلّ حرف ولكلّ كلمة أو إشارة.
ونعود إلى رجال الحديث فإذا الكثير من رواته من تلاميذها وتُعدّ الأحاديث التي رُوِيت عنها فإذا هي عشرة أحاديث ومائتان وألفا حديث، اتفق البخاري وسلم على مائة وأربعين وسبعين منها وانفرد البخاري، بأربعة وخمسين ومسلم بثمانية وستين، وعرف المسلمون الكثير من أمور دينهم ونبيّهم من أحاديث عائشة، ولم تكن تحفظ الحديث فقط وإنّما كانت تتفهّم وتجتهد وتُعمل الرأي وتقيس وتستفتى فتفتي الناس. بلغها أن ابن عمر قال في المرأة التي تغتسل من الجنابة أن تنقض شعر رأسها اعتمادا على الحديث (تحت كلّ شعرة جنابة) فقالت عائشة : ما بقي لابن عمر إلاّ أن يقول للنساء، احلقن رؤوسكن لقد كنت أغتسل أنا ورسول الله في إناء واحد وما كنت أزيد على أن أحفن ثلاث حفنات من الماء على رأسي ولم يأمرني بشيء.
فصاحتها :
تفتّحت أذنها من صغرها على بلاغة القرآن وإعجازه وشبّت في بيت أبي بكر الذي كان عرّافة بالأنساب حافظا للأخبار ثم انتقلت إلى بيت الرسول زوجها فإذا الكلام عنده لا يُلقى جزافا وإنّما للحرف حسابه وللكلمة مدلولها ولحديثه آلاف القلوب والآذان واعية صاغية ولكلّ مقام مقاله الذي ينسابه فتحفظ من زوجها وتروي عن أبيها وتأخذ من الشعراء حتى ليقال : إنّها حفظت من شعر لبيد بن أبي ربيعة اثني عشر ألفا.
وتعطي هذه المدارس نتاجها وتتحدّث عائشة وتصف فإذا اللّغة منتقاة والأسلوب مرسل سهل جزل فصيح، وتخطب فتبهرك بغزارة الاطلاع وفصاحة الكلمة وإحكام النسج ووضوح الفكرة.
طبّها :
كانت مصادر الطب عند العرب التجربة ووسيلة التعرّف عليه الرواية والنقل، وكثيرا ما كانوا يتداوون بالأعشاب وآخر دواء عندهم الكيّ.
وقد كان يتهيّأ لعائشة من معرفة ما عند الناس ما لم يتهيّأ لغيرها من النساء بحكم ارتباطها وشدّة اتصالها برسول الله الذي تأتيه الوفود من كلّ مكان فكانت تسمع من أحاديث الطبّ الشيء الكثير وكان فهمها وشدة ذكائها يساعدانها على التعلّم وإفادة الغير.
عائشة والسياسة :
مات الرسول وعائشة لم تجاوز العشرين كما عرفت فعاشت في ذكرى الرسول زهاء خمسين سنة وكانت في عهدي أبي بكر وعمر تلقّن الأحاديث وتجيب السائلين أو تأوي إلى الصلاة والتسبيح وشؤون المنزل، فلمّا جاء الخليفة الثالث عثمان اضطربت الأحوال السياسيّة وشاع النقد والسخط على ولاّة عثمان فلجأ إليها الشاكون فتدخّلت وطالبت من الخليفة إنصاف الناس من عماله واشتدّت الفتنة فوجدت نفسها مضطّرة للمشاركة فيها لإخمادها ولكنّها لم تخمد.
ويُقتل عثمان فيختلف الناس في موضوع خلافته من بعده والمطالبة بدمه وتنضمّ عاشئة إلى طلحة والزبير ابني العوام ضدّ علي بن أبي طالب في واقعة الجمل المعروفة بعد تردّد طويل ولم يكن يخطر لها على بال أن المسلمين سيقاتلون وهي فيهم.
وتنتهي المأساة وتبقى عائشة نادمة بعد ذلك على موقفها من يوم الجمل وكلّما خاض الناس فيه بكت حتى يبتل خمارها.
وفي ليلة الثلاثاء لسبع عشرة مضين من رمضان عام ثمانية وخمسين فارقت الحياة الدنيا وصلّى عليها أبو هريرة وشيّعت جنازتها في غسق الليل إلى البقيع - كما أوصت - على أضواء مشاعل من جريد مغموس في الزيت وسارت الجموع من ورائها باكية ناحبة.
ونامت أخيرا وخلّفت الدنيا من ورائها ساهرة فيها والتاريخ مشغولا برصد دقائق حياتها طوال الأعوام التي عاشتها ملء الحياة.
النتائج
- عائشة بنت أبي بكر الصديق وُلدت بعد البعثة بأربعة سنين أو خمس تزوّجها الرسول في السنة الثانية للهجرة عرفت بالصدق والكرم والبرّ.
- من رواة الحديث وأهل الفتوى.
- حفظت الشعر وأجادت الوصف وبرعت في الخطابة.
- اهتمّت بالطبّ وأخذت منه.
- كان لها موقف أيام فتنة عثمان وفي واقعة الجمل.
إن وضع تعليقك (أسفل الصفحة) لشكرنا أو لنقدنا يهمنا كثيرا. ونرجوا منك أن تساهم في نشر كل موضوع ترى أنه أفادك وذلك بالنقر على الزر Partager (أعلى الصفحة) حتى تعم الفائدة على أصدقائك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق