الأحد، 29 ديسمبر 2013

الفرق بين (فلا تقربوها) و(فلا تعتدوها)


الفرق بين (فلا تقربوها) و(فلا تعتدوها):
ان من الأمور التي تقرب العبد من ربه هو تلاوة القرآن الكريم وتدبره، إذ يحتم على المسلم أن ينهل من علوم القرآن فتنشر المعرفة في أرجاء فكره فيعطيه دفقا من الفهوم لآيات القرآن الكريم.
وشرط تدبر القرآن الكريم هو العلم وزيادة المعرفة لدى المسلم، فكلما زاد علمه وزادت معرفته زاد فهما لآيات القرآن وزاد تقربا من الله، فيغدو المسلم سائرا على منهج الله ببصيرة ووضوح وعن علم لا عن تقليد.
وبذاك يكون قد اتصف بما اتصف به الصحابة الكرام الذين كانوا يقرؤون من القرآن آيات قليلة فلا يتجاوزونها حتى يعلمونها ويعرفونها ويعملون بها.
وهذا الفعل حري بالمسلم أن يفعله ويطبقه في حياته وفي تعامله مع القرآن الكريم.
 إن التأمل والتفكر في آيات الله يزيد في القلب نورا ويلهمه الرشد والصلاح.

ونجد من خلال قراءتنا للقرآن الكريم الفرق بين (فلا تقربوها) و(فلا تعتدوها):
قال الله (تلك حدود الله فلا تقربوها).
وقال( تلك حدود الله فلا تعتدوها).

في الآية الأولى : الحديث عن الصوم.
والآية الثانية: الحديث عن الخلع والطلاق.

في الآية الأولى :
التحذير من محظورات مشتهاة شديدة الجاذبية، لذا كان من الأفضل التحذير من مجرد الاقتراب منها، وهي:
(أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).
أما الآية الثانية:
فكان الحديث عن مكروهات وخلافات، فالأمر هنا هو تعدي الحدود وتجاوزها، فجاء التحذذير من التعدي لا من المقاربة.
والله أعلم

يا مُنزلَ الآيـاتِ والفرقانِ **** بيني وبينك حرمة القـرآنِ
اشرحْ بهِ صدري لمعرفةِ الهدى **** واعصمْ بهِ قلبي من الشيطانِ
يسّرْ بهِ أمري واقضِ مآربي **** وأَجِرْ بهِ جسدي من النيرانِ
واحططْ بهِ وزري وأخلصْ نيتي *** واشددْ بهِ أزري وأصلح شاني
واقطعْ بهِ طمعي وشرّفْ همتي **** كثّرْ بهِ ورعي وأحيي جناني
اسهِرْ بهِ ليلي واظمئ جوارحي *** اسبلْ بفيض دموعها أجفاني
امزجهُ يا ربي بلحمي معْ دمي **** واغسلْ بهِ قلبي من الأضغانِ
المصدر:
الدر المصون للحلبي 1/477
كشف المعاني 3/1.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق