الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

عام مضى من تعليمنا المنزلي. تجارب، أخطاء، و نصائح

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 

في سبتمبر 2015 كان عمر طفلي حمزة عامين و نصف ، و حينها قررت وضع خطة مفصلة لتعليمه منزليا ، و اختيار مناهج و تجهيز أدوات و خوض تجربة التعليم المنزلي بكل تفاصيلها . 



صممت منظم التعليم المنزلي باللغة العربية و كتبت أهدافي و رؤيتي ، حاولت وضع جداول شهرية و أسبوعية بالمهارات و الدروس التي سأقدمها له ، حتى أني شاركتها جميعا مع متابعيني على مدونة عالم منتسوري . 


كل هذا و لم أكن قد بدأت بعد في دراسة دبلومة منتسوري التي بدأتها في أواخر سبتمبر و بفضل الله أتممتها بنهاية ذاك العام ، اختلفت رؤيتي تماما بعدها و تغيرت أهدافي !


1- كنت قبلها متأثرة بـ"نتائج" التعليم المنزلي التي تابعتها و انبهرت بها على المدونات الأجنبية ، و رغبت بشدة أن يصبح طفلي متميزا مثل أولئك الأطفال . 
لكنى الآن أؤمن أن روعة التعليم المنزلي هو بالتركيز على الاستمتاع بالعملية التعليمية نفسها ، و ليس بنتائجها ! 

يوما كاملا من اللعب و المرح ينتهي باكتساب معلومة واحدة يرغب طفلي باكتسابها ، أفضل مئات المرات من يوم ملئ بالضغط العصبي سعيا وراء الإنجاز و الكمال . 

-----------------------------------------------------------------

2- كنت قبلها أؤمن بقدرة الطفل على استيعاب أشياء كثيرة و معلومات معقدة ، بدليل ما رأيته من نماذج لأطفال في سن الطفولة المبكرة يبرعون فيما لا يبرع فيه الشاب الناضج . 

لكني كنت أفتقر إلى معرفة كيفية اكتساب الطفل لهذه المعلومات و استيعابه لها بطريقة سهلة و ممتعة ! 
تعلمت كيف يعمل عقل الطفل و كيف أقوم بتهيئة بيئة و أدوات مناسبة لطريقة تعلمه . 

اخترت الاستغناء عن بعض الكتب و الأدوات التي كنت قد اقتنيتها بالفعل ، و استبدال بعضها بأخرى ، و تأجيل بعضها لوقت لاحق . 

من مميزات التعليم المنزلي المرونة في الخطط و الخيارات ، يمكنني التراجع و التغيير في أي وقت دون ضغط ، و حسب رؤيتي الشخصية و ظروف عائلتي . 

 -------------------------------------------------------------

3- كنت قبلها أركز أكثر على الكم و ليس الكيف ، فقد رأيت تلك الطفلة التي تعرف جميع دول العالم على الخريطة و لم تبلغ بعد الثلاث سنوات ، و تلك الأخرى التي تحفظ جميع العناصر الكيميائية ، فبالتأكيد لن يكون صعبا أن يحفظ طفلي جميع حروف الهجاء و الأرقام حتى المائة ، بل و جزء عم أيضا ، و العديد من الأحاديث و الأناشيد و و و . 

لكني تعلمت أن المهم في عملية التعلم ، هو أن يتعلم طفلي كيف يتعلم ! 

ما نفع حفظ حروف الهجاء إن لم يستطع القراءة بها ؟ و ما فائدة حفظه للأرقام إن لم يدرك قيمتها ؟ 
تغيرت خطتي و أصبحت أركز على مهارات التعلم و ليس على المعلومات ، زيادة التركيز و قوة الملاحظة و تدريب الحواس و التحكم في الحركة ، التحليل و التصنيف و المقارنة ، خطوات بطيئة قوية و مرتبة تقود لنتيجة أفضل كثيرا من خطوات سريعة مضطربة دون فائدة . 

 -------------------------------------------------------
4- كنت قبلها أسعى لاقتناء كل ما يعجبني من كتب و مناهج و أدوات ، ظنا منى أن الكثرة و التنوع ستؤتى نتائج أفضل بالتأكيد .


لكني الآن مؤمنة أن ليس كل ما يعجبني سيعجب طفلي ، فربما نمط طفلي في التعلم يختلف عن نمط تعلمي ، أصبحت أراقب طفلي عن كثب لأفهمه و أوفر له ما يناسبه ، و توقفت عن وضع التوقعات المسبقة و اللهث وراء شراء كل ما يقابلني ، و تعلمت أن أستثمر قدرتي المادية في اتجاه واحد ذو جودة ممتازة ، أفضل من تقسيمها في عدة اتجاهات ذات جودة منخفضة ، فالعبرة ليست بكثرة ما يتوفر لدى ، و لكن بجودته و جدواه. 



بإختصار ... توقفت عن سباقي مع الزمن ، و قلقي المتواصل النابع من رغبتي في إعطاء طفلي كل شيء عن كل شيء ، و تخلصت من الضغط العصبي النابع من شعوري بالمسؤلية المطلقة عن عملية تعلمه ، فقد تعلمت أن التعلم هو فطرة طبيعية يولد بها الطفل ، و أنا فقط عامل مساعد و موجه للعملية التعليمية و ليس من يقوم بها بالفعل .


أصبحت أركز أكثر على جودة الوقت الذى أمضيه مع طفلي ، أن أستمتع برفقته و يستمتع برفقتي ، أن أسأله عن رغباته و أكتشف ميوله بدلا من أن أحقق فيه رغباتي و طموحي ، لم أعد أقلق من مرور الوقت ، فالتعلم لا ينتهي في موعد محدد كل يوم أو خلال العام ، لكنه أصبح جزءا من حياتنا طوال 
اليوم و طوال العام !

.
.
.

أما عن تجربتي مع المناهج التي اخترتها في بداية العام الدراسي و أخطائي التي ارتكبتها ، و بعض النصائح الأخرى،  فقد وثقتها على منتدى ابن خلدون للتعليم المنزلي ، يمكنكم قراءتها من هذا الرابط ، و سأكون ممتنة إذا سجلتم اعجابكم بالتجربة على صفحة المنتدى - قبل انتهاء شهر نوفمبر - في حال استفادتكم منها ، فذلك سيساعدني فى الفوز بأداة كوبيتو التعليمية
شكرا لكم مقدما

ستجدون بنهاية الموضوع سؤال " هل أعجبتك الفكرة ؟ " ... سأكون ممتنة اذا ضغطتم عليه
شكرا لكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق